من أكبر الأوهام تصوّر أنّنا قادرون على تغيير المجتمع بشكل مباشر، وبسرعة. وهذه الأوهام منطلقها وهم التّحكّم النّاتج عن التّكنولوجيات الحديثة وما تهبنا إيّاه من قدرة سريعة على الفعل. الإنسان ليس آلة، والتّمثّلات الاجتماعيّة مفتقرة إلى وقت حتّى تتبدّل. هذا الوقت لازم، فلا يمكن أن تزرع بذرة وتجد من الغد شجرة أو زهرة...نفس الشيء بالنّسبة إلى المجتمعات. لا بدّ من زمن حتّى تتغيّر ميكانيزماتها العميقة. علينا فقط أن نزرع البذرة. وهذا يكون بطريقتين:
+ إذا كانت لنا قدرة على الخارج، يجب أن نعتمد ثالوث الإعلام والتعليم والثّقافة لغرس قيم التّسامح وقبول الآخر في اختلافه. فذاك جوهر التّغيير.
+ وإذا لم تكن لنا قدرة على الخارج، فيمكننا أن نبدأ بتغيير أنفسنا. وكلّ تغيير للنّفس يؤدّي ضرورة إلى تغيير للغير على المدى الطّويل.