مرحبا
لا يمكن أن يحرّم القرآن الرّقّ بصفة مباشرة، والحال أنّ الرّق في تلك الأزمنة منظومة اجتماعيّة سائدة في العالم. هناك في التّاريخ مسائل اسمها: "ما لا لا يمكن للبشر التّفكير فيه" (l'impensable) وهي مسائل متّصلة اتّصالا وثيقا بعصرها وزمنها، بالضّبط مثلما لا يمكن التّفكير في إنشاء الحاسوب في القرون الوسطى. ولا يمكن أن نقرأ التّاريخ وفقا لمقولاتنا الفكريّة الحاضرة لأنّ ذلك يغدو إسقاطا زمنيّا على الماضي(anachronisme).
السّؤال الآن هو: أليس القرآن صالحا لكلّ زمان ومكان؟
نعم، ولذلك تحدّث القرآن عن منظومة الرّق بصفته يتوجّه إلى ناس في القرون الوسطى، ولذلك حمل في منظومته الأخلاقيّة ضرورة تجاوز الرّقّ وإلغائه في يوم من الأيّام. فالقرآن لا يدعو فقط إلى تحرير العبيد، وإنّما يؤكّد أنّ البشر متساوون، وهذا متقابل مع فلسفة الرّقّ. ويمكن اعتبار إلغاء الرّق من النّسخ بالقوّة الموجود في القرآن، والّذي يتجسّم بتطوّر التّآويل والقراءات عبر الأزمان.
يمكن النّظر فيا الرّابط التّالي: