إنّ العالم الّذي نحيا فيه هو عالم النّسبيّة، لذلك من اللاّزم أن تختلف وجهات النّظر بين البشر فيما يخصّ جميع المواضيع والمسائل. والاختلاف من إرادة اللع تعالى في الكون إذ يقول عزّ وجلّ: " ولو شاء ربّك لجعل النّاس أمّة واحدة ولا يزالون مختلفين" (هود، 118). وفي مقابل ذلك يكون العالم الرّوحانيّ حيث نلتقي جميعا آخر الخلق هو عالم المطلق، وفيه يفهم النّاس ما اختلفوا فيه بسبب النّسبيّة. يمكن أن نمثّل لذلك بالحوار بين موسى عليه السّلام والرّجل الصّالح في سورة الكهف. فالرّجل يفهم الأمور بشكل نسبيّ، والرّجل الصّالح الّذي آتاه الله تعالى رحمة وعلما ينبّئه بها من منظور المطلق.